)اسبوع التوعية بمضادات الميكروبات تحت شعار (تعامل بحرص مع مضادات الميكروبات

متحدون للحفاظ على مضادات الميكروبات

كان الأسبوع العالمي للتوعية بشأن مضادات الميكروبات يُسمى في السابق بالأسبوع العالمي للتوعية بشأن المضادات الحيوية. غير أن اسمه  تغير ابتداءً من عام 2020 ليصبح الأسبوع العالمي للتوعية بشأن مضادات الميكروبات، تجسيداً للنطاق الموسع لهذا الأسبوع الذي يشمل جميع مضادات الميكروبات، بما فيها المضادات الحيوية ومضادات الفطريات ومضادات الطفيليات ومضادات الفيروسات. وهذا الأسبوع الذي يُقام سنوياً منذ عام 2015 هو حملة عالمية رامية إلى إذكاء الوعي بمقاومة مضادات الميكروبات في كل أرجاء العالم وتشجيع عامة الجمهور والعاملين الصحيين وراسمي السياسات على اتباع أفضل الممارسات لإبطاء وتيرة تطور أنواع العدوى المقاومة للأدوية وانتشارها بالفترة من يوم 18 إلى يوم 24 تشرين الثاني/ نوفمبر، ابتداءً من عام 2020. وكان الشعار العام للأسبوع خلال السنوات الخمس الماضية هو "المضادات الحيوية: تعامل معها بحرص"، وقد غُيّر في عام 2020 ليصبح  (تعامل بحرص مع مضادات الميكروبات)

ما هي مضادات الميكروبات؟

إن مضادات الميكروبات - بما فيها المضادات الحيوية والأدوية المضادة للفيروسات ومضادات الفطريات ومضادات الطفيليات - هي أدوية تُستعمل للوقاية من الالتهابات التي تصيب الإنسان والحيوان والنبات ولعلاجها.

وتصبح المضادات الحيوية والأدوية الأخرى المضادة للميكروبات غير ناجعة بفعل مقاومة الأدوية، وتتزايد باطراد صعوبة علاج الالتهابات أو يستحيل علاجها.

ما المقصود بمقاومة مضادات الميكروبات؟

تحدث مقاومة مضادات الميكروبات عندما تكتسب البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات مقاومةً لتأثير الأدوية، مما يزيد من صعوبة معالجة الأنواع الشائعة من العدوى ويؤدي إلى تفاقم مخاطر انتشار الأمراض والاعتلالات الوخيمة والوفاة.

وهناك عوامل عديدة أدّت إلى تفاقم خطر مقاومة مضادات الميكروبات حول العالم، من بينها الإفراط في استخدام الأدوية وإساءة استخدامها لدى الإنسان وفي قطاعي الماشية والزراعة، فضلاً عن الافتقار إلى المياه النظيفة ووسائل الإصحاح والنظافة

ما سبب زيادة مقاومة مضادات الميكروبات؟

·  إساءة استخدام مضادات الميكروبات والإفراط في استخدامها لدى الإنسان والحيوان والنبات – تعدّ إساءة استخدام مضادات الميكروبات والإفراط في استخدامها لدى البشر والحيوانات والنباتات الدافع الرئيسي لتطور حالات العدوى المقاومة للأدوية. ومن العوامل المساهمة كذلك تردي ممارسات وصف الأدوية الطبية وعدم التزام المرضى بالمقررات العلاجية. فالمضادات الحيوية، على سبيل المثال، تقتل البكتيريا ولكن لا سلطان لها على الفيروسات التي تسبب عدوى الزكام والأنفلونزا مثلاً. وكثيراً ما توصف هذه المضادات خطاً لمعالجة هذه الأمراض، أو تؤخذ من دون إشراف طبي ملائم. كما يشيع استخدام المضادات الحيوية بصورة مفرطة كذلك في قطاعي حيوانات المزارع والزراعة.

· 

·  قد تفضي إساءة استخدام المضادات الحيوية أثناء جائحة كوفيد-19 إلى التعجيل بظهور وتفشي مقاومة مضادات الميكروبات. فمرض كوفيد-19 يسببه فيروس لا بكتيريا، وبالتالي ينبغي ألا تُستخدم المضادات الحيوية للوقاية من عدواه الفيروسية أو معالجتها، إلا إذا تزامنت مع عدوى بكتيرية.

لماذا تثير مقاومة مضادات الميكروبات قلقاً عالمياً؟

لان القدرة على علاج الالتهابات الشائعة مهددة بظهور وتفشي الممرضات المقاومة للأدوية التي تبتكر آليات مقاومة جديدة تسفر عن ظهور مقاومة مضادات الميكروبات. ومما يثير الذعر بوجه خاص الانتشار العالمي السريع للبكتيريا المقاومة لعدة أدوية أو لجميعها (المعروفة أيضاً باسم "الجراثيم المستعصية") والمسببة لحالات عدوى يتعذر علاجها بالموجود حالياً من أدوية مضادة للميكروبات، مثل المضادات الحيوية.

وبالكاد توجد أي مضادات جديدة للميكروبات قيد التطوير السريري. وفي عام 2019، حددت منظمة الصحة العالمية 32 مضاداً حيوياً قيد التطوير السريري لعلاج المُمرضات المدرجة في قائمة المُمرضات ذات الأولوية للمنظمة، منها ستة مضادات فقط صُنفت على أنها مبتكرة. وعلاوة على ذلك، تظل صعوبة الحصول على مضادات الميكروبات الجيدة مشكلة رئيسية، فضلاً عن تأثر البلدان من جميع مستويات التنمية بنقص إمدادات المضادات الحيوية، ولا سيما في نظم الرعاية الصحية.

ويتواصل بشكل متزايد فقدان المضادات الحيوية لمفعولها في ظل انتشار مقاومة الأدوية على الصعيد العالمي، ممّا يسفر عن زيادة صعوبة علاج حالات العدوى والوفاة. وثمة حاجة ماسة إلى إيجاد مضادات جديدة للبكتيريا - مثلاً لعلاج الالتهابات البكتيرية السالبة الغرام المقاومة للكاربابينيم. ولكن إن لم يغير الناس طريقة استعمالهم للمضادات الحيوية الآن، فإن مصير هذه المضادات الحيوية الجديدة سيكون نفس مصير المضادات الحيوية الموجودة حالياً، وستفقد بالتالي مفعوله.

وتتكبد الاقتصادات الوطنية ونظمها الصحية تكاليف طائلة بسبب مقاومة مضادات الميكروبات التي تؤثر على إنتاجية المرضى أو القائمين على رعايتهم بفعل إطالة مدة رقود المرضى في المستشفيات وضرورة تزويدهم برعاية أكثر تكلفة وتركيزاً

وسيزيد عدد من يفشل علاجهم أو يفارقون الحياة بسبب حالات العدوى ما لم تُوفّر أدوات فعالة للوقاية من العدوى المقاومة للأدوية وعلاجها كما ينبغي، وتتحسن إتاحة مضادات الميكروبات القائمة حالياً والجديدة بجودة مضمونة. وستتفاقم بالمثل خطورة الإجراءات الطبية مثل العمليات الجراحية، بما فيها العمليات القيصرية أو استبدال مفصل الورك والعلاج الكيميائي للسرطان وزرع الأعضاء


شارك معانا

Please Wait