اليوم العالمي للمسنين 2020

يحتفل العالم في الاول من أكتوبر من كل عام في اليوم العالمي للمسنين تقديراً لجهودهم وتسليط الضوء على الاسهامات الكبيرة التي يقدمها المسنون في المجتمع، ورفع مستوى الوعي بالمشكلات والتحديات التي يواجهها كبار السن

يعد المجتمع الفلسطيني مجتمع فتي حيث تشكل فئة صغار السن نسبة مرتفعة من المجتمع في حين تشكل فئة كبار السن نسبة قليلة من حجم السكان، إذ بلغ عدد كبار السن في فلسطين 269,346 فرداً بما نسبته نحو 5% من إجمالي السكان منتصف العام 2020، بواقع 177,836 فرداً يشكلون نحو 6% في الضفة الغربية و91,510 افراد (5%) في قطاع غزة. 

ورغم الزيادة المتوقعة في أعداد كبار السن في فلسطين خلال السنوات القادمة إلا انه يتوقع أن تبقى نسبتهم منخفضة وفي ثبات إذ لن تتجاوز 5% خلال سنوات العقد الحالي، ومن المتوقع أن تبدأ هذه النسبة في الارتفاع بعد منتصف العقد القادم.

على الرغم من أن جميع الفئات العمرية معرضة لخطر الإصابة بـكوفيد 19، الى ان كبار السن هم أكثر عرضة لخطر الوفاة والأمراض الشديدة بعد الإصابة،وتشيربيانات وزارة الصحة انه من بين نحو 353 حالة وفاة في فلسطين جراء الإصابة بفيروس كورونا هناك حوالي 75% من الوفيات كانت لمسنين (60 سنة فاكثر)، كما بلغ عدد كبار السن المصابين في فلسطين 3,237 مصاب اي ما نسبته 8% من المصابين في فلسطين، وذلك حتى نهاية شهر 9/2020. 

أساسيات الرعاية الصيدلانية للمسنين:

نتيجة التقدم في العمر تحدث تغيرات فيسيولوجية عديدة ، حيث تقل كتلة الجسم، تقل نسبة الماء فيه، وتزداد نسبة الدهون، لذا فإن الأدوية التي تتوزع في الماء تكون أكثر تركيزاً مع التقدم بالعمر، في حين أن الأدوية الذائبة في الدهون يكون حجم توزيعها أعلى، ويكون بالتالي مستواها في الدم أقل، وهناك تغيرات تحدث لدى كبار السن في القناة الهضمية، حيث تقل حركة الامعاء وتقل الإفرازات الهضمية وتحدث تغييرات في عمل الكبد ووظائف الكلى. هذه التغيرات لها تأثير على امتصاص الأدوية واستقلابها، واتحادها مع البروتين، وكذلك حركة الدواء في الجسم وطرحه خارجه .

يميل كبارُ السن إلى أخذ الأدوية أكثر من المرضى الأصغر سنا لأنهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدَّم أو السكّري أو التهاب المَفاصِل وغيرها،

لذا يتمحور دور الصيدلاني في العديد من الامور التي تخص كبار السن وذلك حتى يتمكن المريض من أخذ العلاج المناسب والجرعه المناسبة في الوقت المحدد لضمان التزام المريض بالعلاج وتحقيق النتائج المرجوة:

1.  الحث على معالجة الأسباب وليس الأعراض: يعتبر علاج الأمراض من دون تشخيص محدد عادة سيئة، فقد يشتكي الشخص من أعراض سوء الهضم، لكنه في الحقيقة يعاني من الذبحة الصدرية، لذلك يجب البحث عن السبب الحقيقي ثم وصف العلاج المناسب للحالة  ، وهنا يتمثل  دور الصيدلاني من خلال حث المريض على مراجعه الطبيب لمعرفة التشخيص المناسب وبالتالي صرف العلاج الملائم .

2.  التاريخ الدوائي والأمراض المصاحبة: يجب التأكد من الملف الطبي لكبير السن، حيث يحوي المعلومات حول حالة المريض الحالية والسابقة وأنواع الأدوية التي تناولها ولا يزال. فقد يعاني كبير السن من أمراض متعددة في آن واحد مثل الفشل القلبي، القصور الكلوي، عدم انتظام الوظيفة الكبدية، إضافة إلى احتمال المعاناة من ارتفاع ضغط الدم والسكري مما يستدعي استخدامه لأكثر من نوع من الأدوية. لذلك يجب معرفة التاريخ الدوائي للمسن والأدوية التي تسبب الحساسية لديه أو تلك التي لا يتجاوب جسمه معها لتفادي التداخلات الدوائية الخطيرة، وكذلك متابعة  الآثار الجانبية بشكل دائم طيلة فترة العلاج ومحاولة تخفيفها وعلاجها.

3.  اختيار الدواء والجرعة المناسبة: عند اختيار دواء لكبير السن لا بد من معرفة ما هي الأمراض التي يعاني منها وما هي الأدوية التي يستخدمها. عندها تكون عملية اختيار الدواء حكيمة بحيث يتم اختيار الدواء ذي الاثار الجانبية الاقل وتلك الملائمة لحالته. ومن جهة أخرى تكون جرعة كبير السن عادة أقل من جرعة البالغ. ومن الجدير بالذكر أن أغلب التفاعلات الجانبية للأدوية التي قد تحدث عند كبار السن لها علاقة بالجرعة، وبالإمكان تلافيها، لذلك لا بد من البدء بأقل جرعة ممكنة وأقل عدد من الجرعات ثم زيادتها تدريجياً إذا اقتضت الحاجة لذلك ، ومساعدة المريض أن يلتزم بالعلاج حيث ان العلاج المتعدد الأنواع من الأدوية يؤدي إلى عدم الالتزام ، وبالتالي فشل خطة العلاج .

4.   تعريف المريض بأهمية الالتزام بالعلاج: تعريف المريض باهمية الدواء في تحسين وضعه الصحي وكذلك المخاطر الصحية من عدم الالتزام بالدواء واحتمالية تدهور وضعه الصحي

5.  اختيار شكل الدواء وطريقة تعبئته: يلاحظ أن كبار السن يفضلون عادة الأشربة والمعلقات أو الحبوب الفوّارة أكثر من الأقراص أو الكبسولات، وذلك لسهولة بلعها، كما نلاحظ أن العديد من كبار السن الذين يعانون من التهاب المفاصل يجدون صعوبة في فتح العلب الدوائية المقاومة للعب الأطفال، لذا لا بد من صرف أدويتهم بأوعية سهلة الفتح واضحة التعليمات ومكتوبة بخط كبير


شارك معانا

Please Wait