دور الصيدلاني في المجتمع

إن أهمية تطوير الخدمات الصحية , و تقديم الرعاية الصحية لكافة أفراد المجتمع , و التي تعتبر هدفاً من أهداف التقدم الاجتماعي و التطور الاقتصادي , هي ضرورة من ضروريات التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و أحد أهم هذه الخدمات هي الخدمات الصيدلانية , و التي تلعب دوراً أساسيا في وقاية المجتمع و علاجه من الأمراض, فالهدف الاجتماعي للدولة في مجال الصحة هو بلوغ جميع السكان المستوى الصحي الذي يسمح لهم بأن يحيوا حياة مثمرة اجتماعياً و اقتصادياً فالدولة مسؤولة عن صحة المواطن و عليها توفير مستلزمات الرعاية الصحية بالتعاون ما بين الجهات العامة كافة و ضمن إطار التعددية الاقتصادية بحيث يكون لكل فرد أو قطاع أو مؤسسة دور في الإسهام لتوفير المستوى المطلوب للرعاية الصحية و انطلاقاً من هذه الحقيقة .
 يلعب الصيدلاني دوراً بارزاً في حماية صحة المواطنين ضمن إطار النظام الصحي , بل و يعتبر العمود الفقري لهذا النظام نظراً لاحتكاكه المباشر مع المواطنين و لما يتمتع به من علم و معرفة متخصصة في مجال الصحة و الدواء فالممارسة الجيدة لمهنة الصيدلة تدعم و بشكل أساسي بنية الرعاية الصحية للمواطنين و تشكل حيزاً هاماً في إتمام عملية علاج المريض و إن الاتصال المباشر و اليومي الناتج عن تواجد الصيدلي الدائم في صيدليته يؤمن للمريض الاستفسار عن استعمال الدواء، فالصيدلي هو وحده الذي يلم إلماماً كاملاً بتركيب و تحضير و تطوير الدواء , و هو الذي يدرك الآثار الجانبية والتفاعلات مع الأدوية الأخرى كما يدرك حركية الدواء مع الغذاء لذلك يؤكد الجميع بأن مصلحة المريض تكمن في استشارة الصيدلاني في سائر أمور الدواء . و مساهمته الفعالة في تطوير الخدمات الصحية ترجع لكونه على اتصال دائم بالمجتمع لذلك تعتبر مهنة الصيدلة من المهن المهمة و الأساسية في أي نظام صحي في العالم . 
 لقد درجت العادة على تعريف الصيدلاني بأنه ذلك الشخص الذي يستخدم مهاراته في تحضير و حفظ و تركيب و صرف الأدوية و يتمثل دوره في الممارسات الصيدلانية التالية : إدارة عامة للمؤسسات الصيدلانية-صرف الدواء-رعاية المرضى .و مما لاشك فيه أن الصيدلاني يحمل عبئا كبيرا في تطوير المهنة و الارتقاء بها لتواكب ركب التطور العظيم الذي يجري في قطاع الدواء , و ليكونوا أعضاء فاعلين في مواجهة التخلف و المرض , فتقدم العلوم الصيدلانية مستمر و التقنيات الصيدلانية الحيوية و اللقاحات الناتجة عن الهندسة الوراثية و ظهور طرق جديدة لإعطاء الدواء , تحكم على الصيدلاني أن يواكب هذا التقدم العلمي و لا يمكن أن يتم تحقيق ذلك إلا بالتعليم المستمر للصيدلاني و يجب الانتقال من مفهوم الخدمات الصيدلانية إلى الرعاية الصيدلانية لأنها أشمل في تحمل المسؤولية من قبل الصيدلي تجاه الوسط الذي يعيش فيه , و للوصول إلى رعاية صحية شاملة لأفراد مجتمعه .

شارك معانا

Please Wait